
يرغب كل أب وأم دائمًا في رؤية أطفالهم يستمتعون، خصوصًا خلال العطلات؛ وفي الصيف، لمّا لا نجدهم يستمتعون بالنشاطات تحت أشعّة الشمس! لكن في الواقع، كلّ عام تقريبًا في فترة الراحة بعد شهورالمدرسة الطويلة، يواجه الآباء نفس الحيرة، لا سيّما عندما يكون الأطفال صغارًا: ماذا سيفعلون هذا الصيف؟ كيف سيقضون ساعات النهار الطويلة وهم يستمتعون؟ هذا الواقع يطغى أيضًا على تفكير وقرارات أولياء أمور الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية و/أو نمو، مثل الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلّم كعسر القراءة؛ أو الذين يجدون صعوبة في التركيز بسبب فرط الحركة.
عندما يكون لدى الطفل احتياجات خاصّة، لمّا يحين وقت التخطيط للعطلة الصيفية، يُنصح الأهل بتحديد أهداف. على سبيل المثال، إذا كان الطفل قد أحرز تقدّمًا واكتسب مهارات جديدة خلال العام الدراسي ، فإن أحد أهم أهداف العطلة الصيفية هو الحفاظ على هذه المكاسب لأن القدرة على إعادة التعلم دائمًا ما تكون أصعب بكثير من الحفاظ عليها وتطويرها. بالنسبة لبعض الأطفال، يمكننا التحدث عن مهارات الرياضيات؛ بالنسبة للآخرين، فقد تكون القراءة والكتابة، إلخ. من المهم جدا أن يواصل الطفل التمرين على المهارات الجديدة. ومن المفيد الاحتفاظ بمذكّرات صيفية لتحسين مهارات الذاكرة؛ كما هو مفيد الاحتفاظ بمجلّد صُوَر. فالهدف هو مساعدة الطفل على الشعور بأنه/ها يمضي/تمضي عطلة حقيقيّة بعيدًا عن روتين المدرسة بينما نحافظ على المعرفة والقدرات التي اكتسبها / اكتسبتها.
ومن المهم جدًا أن نتذكّر دائمًا كأولياء أمور أنه عندما تأتي الإجازة، خصوصًا إذا كان الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، يجب أن يكون هنالك بعض الأفكار جاهزة عن نشاطات لقضاء الوقت دون الشعور بالملل. يجب أن يسعى الأهل العمل عكس ميول الطفل للكسل والسلوكيات غير البناءة عندما لا يكون هناك جدول يومي مثل ذلك الذي يفرضه النظام المدرسي، أي عندما لا يعرف الطفل ماذا عليه أن يفعل خلال ساعات النهار. في معظم الأحيان، يمكن أن يؤدي الوقت غير المنظّم إلى سلوك مضر بالطفل. مثلا يُنصح أن تضع الأم جدول للقيام بالأعمال المنزلية مع تحديد أوقات للّعب أو القراءة أو نشاطات الأخرى. ومن المهم أن تُدرج في هذه المخططات وقت فراغ كافٍ حتى يتمكن الطفل من اختيار كيفية قضاء وقته. في معظم الأحيان، يمكن أن يؤدي الافتقار إلى برنامج وتنظيم إلى سلوكيات ضارّة بالطفل.
من المهم الملاحظة أنه في بعض الأحيان يكون من الصعب تحقيق الأهداف المحدّدة بسبب المشاجرات بين الاخوة. من المهم جدًا إدراك هذه الحقيقة ومحاولة التغلب عليها. هنالك وسائل بمكن تجربتها مثل التناوب، أي أن يقوم الأم والأب بأخذ أدوار للقيام بنشاطات مع كل طفل على حدى. ليس من الخطأ أن نختار تسجيل طفل في مخيّم صيفي مثلا أو في نشاط كالجمباز، بينما يبقى الطفل الآخر مع الأم أو الأب والقيام بأنشطة أو ممارسة هوايات.
.
عندما يكون لدى الطفل احتياجات خاصّة، لمّا يحين وقت التخطيط للعطلة الصيفية، يُنصح الأهل بتحديد أهداف.
ختامًا يبقى أن نقول أنّ العطلة الصيفية هي أيضًا وقت للاعتناء بالمهارات الاجتماعية للأطفال. قد نقوم برحلات تنطوي على ممارسة الرياضة والمشي لمسافات طويلة على سبيل المثال. لقد أثبتت هذه الرحلات الميدانية أنها فعالة للغاية في تحسين المهارات المعرفية والحفاظ على استعداد الطفل للعودة إلى المدرسة بشهية لتعلم أشياء جديدة.
الا أنه يبقى أن نقول أنه مع تأثير التغير المناخي السريع على صحتنا وسبل عيشنا، ومع عودة ظهور الأوبئة في الآونة الأخيرة، أصبح الاستمتاع بالصيف كما عرفناه في القرن الماضي عندما كنا صغارًا، من خلال المخيمات الصيفية، خيارًا غير مرغوبا فيه لكثير من الآباء؛ والكثير من العائلات تجد أنّه من الأفضل استبعاده لا سيّما بعد الأزمة الاقتصادية الحادّة. بسبب القيود المالية، قد لا يكون المخيّم أو المؤسّسة المتختصّصة خيارًا للكثيرين، ممّا يترك الأطفال عرضة للإهمال و/أو السلوك غير البنّاء و/أو الكسل و/أو قضاء ساعات طويلة أمام شاشات الهاتف المحمول أو اللوحات الإلكترونية، وهذا له عواقب سلبية. الأطفال بحاجة إلى الاختلاط مع أقرانهم وخدمات خبراء التربية المتخصّصة كي لا يخسروا ما تعلّموه وغالبا تعلم مهارات ومعلومات جديدة.
للحصول على نصائح للأطفال حول تأثيرات الألعاب الإلكترونية وغيرها يرجى مراجعة صفحة مركز سكيلد لمشاهدة مسلسل حكايات باللغة العربية خبرونا كيف
.