
ست خطوات عمليّة تساعد في السيطرة على التوتّر الناتج عن عدم اليقين
د. تَمارا هودجز
اختصاصيّة نفسيّة مرخّصة
أستاذة مُحاضِرَة في جامعة بايلور/تكساس
قِسْم عِلم النفس التربويّ
هذا الجزءُ هو الأخير في سلسلة التعامل مع واقعنا الجديد. هل تمكّنتم من الامتناع عن الدخول في محادثةٍ محتدمة بعد أن قرأتم الجزء الثاني؟ هل خصّصتم وقتًا للاعتناء بأنفسكم؟ في هذا الجزء الأخير، سنتكلّم عن الاستراتيجيّتَين الأخيرتَين اللتين تساعدان على التعامل مع غياب اليقين.
- التمرين على ممارسة السلطة.
من السهل الشعور بالعجز أمام الجائحة، لذا ركّزوا على الأمور التي يمكنكم فعلها من أجل تحسين الوضع الذي أنتم فيه. قد يعني ذلك اللجوءَ إلى الموارد البشريّة للاستعلام عن الخيارات المتعلّقة بأخذ إجازة أو الخيارات المتعلّقة برعاية الأطفال، أو الاتصال ببرنامج مساعدة الموظّفين للاستفسار عن موارد خاصّة بالمعالجة عن بعد، أو دمج ممارسات متعلّقة بالحركة أو الاسترخاء في يومكم، أو الاشتراك في برامج التطوّر المهنيّ أو التربية النفسيّة.
- اِتّخذوا بعض الإجراءات لتقليل المخاطر. مثلاً، وضع الكمامة وغسل اليدَين.
- اسعوا إلى وضع حدود سليمة.
- ضعوا سياسات شخصيّة تتعلّق بوقتِ بدءِ عملكم وانتهائه، وبوقتِ إطفاء الحاسوب والكفّ عن الرّد على الرسائل الالكترونية.
- إذا لم تتمكّنوا من إصلاح الوضع اِسعوا إلى قبوله.
لقد خرجت الجائحةُ عن السيطرة. لا يمكنكم أن تحدّدوا على صعيدٍ شخصيّ ما إذا يجب أن تعمل مدرستكم أو مدرسة أطفالكم بشكلٍ افتراضي أو بشكلٍ حضوري. كما لا يمكنكم أن تضمنوا التواصلَ مع كلّ تلميذ، ولا إزالة المشاعر العصيبة. في الواقع، قد تسوء حالتكم إذا حاولتم أن تُبعدوا عنكم ألمَكم. اِفعلوا كما قال المشهور كارل يونغ: ” الأمرُ الذي تقاومُهُ يلازمُكَ.”
لا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ القبولَ لا يعني أنّكم راضون عن الواقع الذي تعيشونه، إنه فقط يعني أن تكفّوا عن مقاومته. توقّفوا عن محاولة إصلاح الأمور التي لا يمكنكم تغييرها! وبدلاً من ذلك، ركّزوا طاقتكم على التعامل مع خيبات الأمل والتوقّعات غير المحقَّقة. وربّما ستتمكّنون أيضًا من رؤية الجانب الإيجابي.
أرجو أن تكونوا قد خصّصتُم بعضَ الوقت للتركيز على النموّ الإيجابي الذي حدث، وأحطتُم أنفسَكم بأشخاصٍ إيجابيّين، وخصّصتُم وقتًا للاعتناء بأنفسكم، وركّزتم طاقتَكم على الأمور التي تستطيعون التحكّم بها، وخفّفتم التركيزَ على الأمور الخارجة عن سيطرتكم
ما هي الاستراتيجيّات الأساسيّة التي تريدون أن تطبّقوها في الجزء الثالث هذا؟
- تركيز أكثر على ما تستطيعون فعله وأقلّ على ما لا تستطيعون تحقيقه.
- تقبُّل الأمور التي لا تستطيعون تغييرها، وبذل الطاقة على الأمور التي تستطيعون تغييرها، واستخدام الحكمة للتمييز بينهما. هل يبدو هذا القَول مألوفًا؟
في الختام، علينا أن نقبلَ حقيقةَ أنّ الجائحة العالميّة أثارت تحدّيات جديدة وغامضة. وكنتيجة، علينا أن نعتمد أنماطًا اعتاديّة ومهارات وطرق جديدة للتعامل مع واقعنا. وأرجو أن تكونوا قد خصّصتُم بعضَ الوقت للتركيز على النموّ الإيجابي الذي حدث، وأحطتُم أنفسَكم بأشخاصٍ إيجابيّين، وخصّصتُم وقتًا للاعتناء بأنفسكم، وركّزتم طاقتَكم على الأمور التي تستطيعون التحكّم بها، وخفّفتم التركيزَ على الأمور الخارجة عن سيطرتكم
.
المراجع
Berger, T. (2018). An inside look at trauma-informed practices. Edutopia.
Fagell, P. (2020). Coping with change and uncertainty. Mental Health for Educators, 78(4), 22-26.
Feiler, B. (2020). Life is in the transitions: Mastering change at any age. Penguin Press.
Steiner-Adair, C. (2014). The big disconnect. Harper Press.
.