skip to Main Content

هل طفلكم من ذوي الاحتياجات الخاصّة؟ اسمحوا لي أن أشارككم هذه الأفكار

لقد سمعت وقرأت أن الوالدَين هما في معظم الأحيان أفضل من يقوم بدعم أولادهما، وهذه حقيقة. أنا على بقين أنّ هذا الدور مصدر فخر لكثير من الآباء الذين لديهم طفل أو أكثر يعانون من تحدّيات جسدية أو نمائية أو غيرها. علمًا أنّ الطفل يحتاج لجهود والديه حتى يكون المنزل مكانًا صالحًا للعيش حيث يشحن مصادر الطاقة التي يتّكل عليها ليتمكّن من مواجهة التحديات.

معلومٌ أنّ الاعتناء بطفل أو أكثر من ذوي الاحتياجات الخاصّة يكون صلة الوصل بينه (أو بينها) بالعالم الخارجي، والحفاظ على بيئة إيجابية وعلى التواصل السليم هو عملٌ مرهق، لا سيّما اذا كان الشخص الذي عليه رعايته هو فرد من عائلته/ها. ومعلومٌ أنه حين يكون الواحد منّا وصيًّا على طفل معوّق وأن يلتزم بمساندته/ها مهما تطلب الامر لمنحه/ها فرصة النجاح، هذا ينقل المرء تلقائيًا إلى دائرة المسؤوليات التي تستهلك كل طاقاته ووقته، خاصّة لمّا ينضم (لأو تنضم) الى الفريق المسؤول عن برنامج التعليم الفردي للطفل (Individualized Educational Plan).

لفتني ذات مرّة خلال قراءاتي قول أود أن أشاركه هنا، ولقد جاء كما يلي: “إنّ مشاركة الوالدين في القرارات بشأن تعليم أولادهم أمر بالغ الأهمية، بالمطلق. وهو على درجة أعلى من الاهمية لمّا يكون الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة فقد يتوجّب على الاهل أن يشاركوا  الفريق المسؤول في وضع برنامج التعليم الفردي (IEP) الذي يحدد مسار تعليم طفلهم لأنّ الآباء والأوصياء يعرفون أطفالهم على أفضل نحو … “. [i]  ولكن الحقيقة هي – كما ذكرنا – أنّ الأوصياء على الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصّة لا بدّ لهم أن يمروا بفترات يشعرون فيها بان هنالك ما يسحقهم من حِمل المهام الإضافية التي يتعين عليهم القيام بها من أجل صحّة وكرامة أطفالهم ويمكن جعلهم يشعرون بأنهم أقل شأناً من الآخرين الذين يعتنون بالطفل في المدرسة وبالتالي يشعرون بالخوف.

تعاني أغلبيّة، إن لم يكن كل، أمّهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الآثار السلبيّة على أرواحهم وصحتهم العقلية والبدنية. العديد منهنّ يشعرن بأنهنّ سجينات ومقيّدات الحركة لانهنّ لا يستطعن الخروج مع أطفالهن، ناهيك عن الخروج بمفردهن للحصول على الانتعاش وإعادة الشحن. لكي يستمر من يقوم برعاية طفل، لا سيّما خدمة الابن أو الابنة ذوي الاحتياجات الخاصة بأفضل القدرات، عليهم أن يعتنوا بأنفسهم من خلال أخذ إجازة من واجباتهم والابتعاد عن العمل، فتكون لهم فرص الالتقاء بوالدين آخرين يشاركونهم المخاوف والمشاعر والهواجس.

وإنّه من المشجع أن نعرف أنّ فكرة مجموعات الدعم والعلاج الجماعي للبالغين الذين يعانون من مشاكل مماثلة في لبنان بدأت تحظى بالقبول. أنا أشير إلى فكرة أنّه لدينا بالفعل مجموعة دعم الوالدين تحت إشراف المتخصصّين في مركز سكيلد بمجموعة الآباء (https://skild-edu.org/portfolio-item/parent2parent/). وأودّ هنا مشارتكم خلاصة أحد أنشطتهم الحديثة، حيث أتيحت لهم الفرصة للتنفيس عن مشاعرهم وإعادة شحن طاقاتهم من خلال لقاء روحي مميّز جرى بعيدًا عن صخب الروتين اليومي وكان له أثر ايجابي مهمّ على معظم الأمّهات اللائي شاركن. كانت فرصة ليتعرّفن إلى تجربة تذكرنا بآية الكتاب المقدس تقول: ” في مراع خضر يربضني. الى مياه الراحة يوردني‎. 3 ‎يرد نفسي. يهديني الى سبل البر من اجل اسمه‎. “(مزمور 23: 3)

من المفيد لكلّ واحد وواحدة منّا أن نتذكّر هذه الآية لا سيّما أنّه لقد تم تنظيم النظام العالمي بطريقة تشتت انتباهنا وتستنزف طاقتنا. وللتخفيف من كل السلبية التي تأتي مع الفوضى التي نعيشها، نحتاج إلى قضاء وقت هادئ بمفردنا من وقت لآخر. نحن بحاجة إلى استعادة أنفسنا. وتشير كلمة “استعادة” إلى العديد من عمليات التوازن التي يمكن أن يخضع لها الشخص من خلال تقنيات تهدئة العقل والروح: اعادة دوزنة النظام ليعود الى حالته الاصلية؛ العودة إلى الحالة السابقة أو الأصلية أو العادية؛ العودة الى الحالة الصحية السليمة؛ العودة إلى مكان سابق؛ والعودة إلى وضع سابق.

من الضروري جدًا أن يدرك والدي الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة أنّه بقدر أهمية القيام بالواجبات تجاه الأسرة والاولاد، يحتاج الإنسان إلى تحديد موعد لاستعادة التوازن من خلال التدريبات الروحية. هذا هو الوقت الذي يمكنك فيه السعي لوضع الأمور في نصابها من خلال إجراء حوار مع الله. هذا هو الوقت الذي تشارك معه تلك الأشياء التي تجعلك ضعيفًا ومتعبًا، أملا باكتساب فيه القدرة على الاستماع اليه ومعرفة ما يريده منك في هذه الحياة.

 من منّا لا يريد إعادة حياته وروتينه إلى طبيعته؟ نلتمسها فرصة هنا لنقول لكم أنه هنالك أمل اذا اردنا تحقيق ذلك وممكن أن تكون الرحلة ممتعة. ممكن ان تقوم بتربية أطفالك الرائعين من ذوي الاحتياجات الخاصة بالرغم من الضغط اذا احترمتم حاجة الجسد والروح للهدنى الروحية.الضغط الأشياء التي نراها تحدث في هذا العالم لا تجعل الأمر صعبًا علة عقولنا فحسب، بل إنه يصعب أيضاً على أجسادنا تحمّلها.

 لمّأ يترتّب على الواحد منّا تقديم الرعاية لطفل أو أكثر من ذوي الاحتياجات الخاصة، نحن بحاجة إلى استعادة حياتنا مع العلم أنّه هنالك فرق بين الراحة و”الاستعادة”. في معظم الأحيان نصل إلى إغاثة حياتنا بدلاً من استعادتها. حين نتعرّض للانزعاج ونريد أن نرتاح من الضغط ونريد أن نريح ذهننا، غالباً ما يكون أوّل شيء نفعله هو التقاط هاتفنا والتصفّح دون أن نفكّر لننفصل عن العالم. ولكن  الإغاثة هي شيء مؤقّت في حياتنا، كأن نغوص في وسائل التواصل الاجتماعي أومشاهدة التلفزيون لساعات. وقد نفرط في تناول الطعام. كل هذه ممارسات غير صحّية ومؤقتة وهي تبيّن كيف أنّ عقولنا قويّة جدًا في التأثير على الطريقة التي نعيش فيها حياتنا وكيف يمكن لعقولنا أن تتحكم حقًا في سلوكنا وأجواء منازلنا وكل شيء! في حين أنّه عندما نهدأ ونركّز على الشقّ الروحي ونسعى لاستعادة أنفسنا، فإننا نؤدي لأنفسنا أكثر من مجرد خدمة مؤقتة. إنّنا نقوم بإعادة الشحن لنكون قادرين على رؤية الضوء مرة أخرى على الرغم من العديد من العقبات التي يمكن أن نواجهها بينما نحن نعيش.

 

.

إنّ مشاركة الوالدين في القرارات بشأن تعليم أولادهم أمر بالغ الأهمية، بالمطلق. وهو على درجة أعلى من الاهمية لمّا يكون الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة فقد يتوجّب على الاهل أن يشاركوا  الفريق المسؤول في وضع برنامج التعليم الفردي (IEP) الذي يحدد مسار تعليم طفلهم لأنّ الآباء والأوصياء يعرفون أطفالهم على أفضل نحو …

[i] Logsdon, A. The Important Role of Parents in Special Education, accessed from:

https://www.verywellfamily.com/parental-importance-special-education-2162701

.

Daniella Daou

Daniella joined LSESD in 2018 as Partner Relations Coordinator for SKILD and has since then been dedicated to developing SKILD’s resources and capturing the meaningful and impactful moments to share with SKILD’s partners. Daniella has a BA in Political Science from Haigazian University.

Back To Top
×Close search
Search