
نتطرّأ في هذا المقال موضوع العودة إلى المدرسة بعد عطلة من دون قيود أو روابط ومن دون واجبات أو التزامات، حيث أنّ الأساتذة سيتلقّفون متعلّمين عائدين من إجازتهم الطّويلة والمفضّلة لديهم.
العودة إلى المدرسة هي بمثابة العودة لغذاء العقل والرّوح ، وعقول الأولاد غذاؤها الأوّل والأهمّ هو العلم والمعرفة، وهذا ما يُمكن تحصيله في المدرسة لأنّهم يتعلّمون ويستكشفون ويتشاركون المعارف والمهارات مع من حولهم، فيتجدّد تفكيرهم وتنتعش أرواحهم بهذا العلم. فبالرّغم من إجازتهم الطّويلة والمفضّلة – كما أشرنا سابقًا – يشعر الأولاد في نهايتها أنّهم متلهّفون ومشتاقون للمدرسة وأساتذتها ودوامها وواجباتها… وما ذلك الشّوق إلا شوق العقل وشغفه إلى المعرفة والعلم، فالمدرسة هي منهل العلم والعطاء المتجدّد والمستمرّ.
العودة إلى المدرسة تصاحبها مراسم وطقوس محبّبة لدى جميع الأطراف. تبدأ المدرسة بالتّحضير لفعاليّات ومراسم نستقبل بها الطّلاّب في اليوم الأوّل من المدرسة، ويبدأ أوّل تجربة له بالابتعاد عن المنزل والتّعرّف إلى بيته الثّاني.
تقدّم في المدرسة بعض الأنشطة الّتي يبدو في ظاهرها أنّها ألعاب ترفيهيّة مملوءة بالألوان، فتخطف عقل الطّالب وتجذبه. لكنّ مضمون هذه الأنشطة؛ الغرض منه أيضًا فيه جانب تعليميّ مهمّ وهو المقصود، وقيم كبيرة تُغرس في عقل الطّالب، وتُحبّبه بالمدرسة ويشعر فيها بالأمان والاستقرار. تكون هذه المراسم أكثر نضجًا مع الطّلاّب الأكبر في العمر، مثل: أنشطة التّعارف، وأنشطة التّعريف بالنّفس وهذا ما يجعله يشعر بالاستقلاليّة، وذلك كلّه من خلال ألعاب ترفيهيّة متناسبة مع كلّ مرحلة عمريّة.
بعد حصول الأطفال على الإجازة الصّيفيّة، نستعدّ للعودة إلى المدارس حيث يعود الأطفال بحماس وشغف إلى تجهيز أدواتهم وملابسهم الجديدة، لبدء رحلة التّعليم المدرسيّ، ويعود أطفالنا مرّة أخرى للنّوم باكرًا والاستيقاظ المبكر من أجل الذّهاب إلى المدرسة واستقبال عام جديد مليء بالمعرفة.
لهذا قد جمعنا لكم في هذا المقال أفكار العودة الى المدارس للآباء والأبناء.
– تحضير الطّالب نفسيّا من أجل العودة إلى المدرسة، كمشاركته في أمور المدرسة ، مثل الّزيّ الجديد والحقيبة الجديدة والكتب وغيرها… قبل بدء موعد المدرسة، وإقامة المناقشات المفتوحة معهم حول العودة وطرح الأسئلة عليهم، لأنّ الأطفال قد لا يتحدّثون من تلقاء نفسهم ما لم يحفّزهم الأهل على ذلك، علمًا أنّ تلك الأحاديث يجب أن تبدأ قبل أسبوعين على الأقلّ وفي أيّ ظرف ويُفضّل عدم إقامتها في اللّحظة الأخيرة من بدء العامّ الدّراسيّ.
– ننصح الأهل بدعوة أحد الأصدقاء المقرّبين في المدرسة أو الخروج معه، لأنّ ذلك يجعل الطّفل مطمئنًّا، ويشعر أنّ أصدقاءه المقرّبين سيكونون معه في المدرسة ويمكن أن يتحدّث ويلعب معهم، فهذا يساعد – على الأقلّ – الدّخول في أجواء المدرسة والعلاقات الاجتماعيّة والتّواصل الطّبيعيّ بعد مدّة طويلة من الانقطاع عن كل ما يمتّ بصلة للمدرسة.
– البدء بتغيير مواعيد نوم الأطفال تدريجيًّا قبل الدّراسة بفترة كافية حتّى يسهل عليهم الاعتياد على النّوم في الوقت المناسب، ولحلّ مشكلة صعوبة الاستيقاظ المبكر للأطفال تحت سنّ العاشرة، يُفضّل أن يناموا مدة 10 ساعات، أمّا الأكبر سنًّا فيحتاجون إلى 8 ساعات من النّوم. وينصح بإبعاد الأجهزة الالكترونيّة عنهم قبل موعد النّوم بساعتين، ويمكن تعويضها لهم بأمور أخرى كأن تجلس مع ابنك/ابنتك وتتحدث معه، أو أن تجعله يقرأ قصّة.
– تشجيع الطّفل على الاستعداد لبدء العام الدّراسيّ، كالتّحدّث معه عن أي مخاوف قد تصيبه كالتّعرّف على الأساتذة الجدد في المدرسة أو زملاء له، أوالانفصال عن زملائه في الصّف بخاصّة إذا كانت تجمعهما صداقة، ومساعدته للتّخلّص من تلك المخاوف من خلال تشجيعه وتعزيز ثقته بنفسه ومساعدته في تقبّل التّغيّرات الّتي تطرأ عليه والتّكيّيف معها.
– مراجعة بعض المعلومات الدّراسيّة مع الطّالب بطريقة غير مباشرة كالتّعلّم من خلال اللّعب والنشاطات، وتشجيعه وحثّه إنجاز أوراق العمل الصّيفيّة إن وُجدت.
– الحرص على سلامته الصّحيّة وبخاصّة فيروس كورونا والأمراض الأخرى، فلا بأس أن يكون بحوذته المعقّم والكمامة، كما عليه أن يغسل يديه دائمًا بالماء والصّابون.
– ترك الحرّيّة للطّالب كي يختار حاجيّاته المدرسيّة المفضّلة لديه من أقلام وأوراق ودفاتر…
– شراء حقيبة مناسبه لأغراضه أواستخدام حقيبة السّنة الفائتة إن كان هذا يجعله يشعر بالارتياح.
– تناول وجبة الفطور من الأمور الأساسيّة للطّالب قبل التّوجّه إلى المدرسة حيث أنّ تناول وجبة غنيّة بالبروتينات والفيتامينات حتمًا ستعطيه النّشاط والحيويّة في الصّفّ.
– تنظيم الأمور وإدارة الوقت هما مفتاح النّجاح، لذلك كلّما ساعدنا الطّالب في ترتيب أموره وتنظيمها كلّما ازداد مردوده الأكاديميّ. أما على صعيد النّظام فأيضًا هو من التّحدّيات في المدارس لأنّ الأطفال – بشكل عام – فقدوا القدرة على التّقيّد بالنّظام في مرحلة التّعليم من بعد، فلا بدّ لهم مع العودة إلى المدارس من أن يعتادوا النّظام كالاستيقاظ باكرًا وارتداء ملابسهم والتّوجه إلى المدرسة والتّقيد بأنظمتها وقوانينها.
– جدول يوميّ أو أسبوعيّ يساعد الطّالب في تنظيم مواعيد دراسته ونشاطاته، وهذا يجعله يشعر بالأمان والاستقرارلأنّه يعرف تمام المعرفة ماذا يجب عليه أن يفعل كلّ يوم وفي جميع الأوقات وبالتّالي سيصبح قادرًا على تنظيم أوقاته ويميّز بين حقوقه وواجباته، ما له وما عليه، والأهمّ من ذلك كلّه سيدرك أهمّيّة الوقت ويقدّره.
– التّشجيع على المطالعة وتخصيص وقت لها يوميًّا. إنّ حبّ القراءة هو أحد أعظم الهدايا التي يمكن أن نمنحها لطلاّبنا. من النّاحية العمليّة، تساعد القراءة ببراعة في إنجاز الواجبات المدرسيّة، لكنّها أيضا توسّع آفاق الطّلاب في الوقت نفسه. إذ يمكنها مساعدة القُرّاء على اكتشاف وإدراك عالمهم بصورة أفضل. كما وتُظهر العديد من الأبحاث أهمّيّة القراءة في المنزل فهي تساعد الطّالب على تطوير المهارات اللّغويّة ومهارات القراءة والكتابة التي يحتاج إليها, بعض النّصائح للقراءة في المنزل:
- تشجيع وتحفيز الطّالب على القراءة من منصّة إلكترونيّة
- مشاركته في اختيار وقراءة بعض القصص
- الاستماع لقراءته والتّصحيح الفوري للأخطاء
- شراء القصص المفيدة أو تبادلها مع رفاقه
- تخصيص زاوية للقراءة
- تحديد أوقات معيّنة للقراءة
- إعادة سرد القصّة الّتي طالعها
- الثّني على جهوده وتشجيعه باستمرار
– تقليص وقت الانترنت وضبط الأجهزة الالكترونية قدر المستطاع، فالانترنت من وسائل التّعليم المهمّة للأطفال، وهو مستخدم حالياً بشكل موسّع، لكن مع بداية هذا الأسلوب الحياتي التّكنلوجي الحديث نشأت عادات وممارسات خاطئة لهذا المصدر يمكن أن يعرّض الأطفال لأخطار صحّيّة واجتماعيّة ، لذلك ننصح بإيقاف التّلفاز أو استخدام الهواتف أثناء إنجاز وظائفهم المنزليّة.
– الرّوتين اليوميّ المحبّب كالاستيقاظ في وقت محدّد وتناول وجبة الفطور… أيضا لكي يستعيدوا إيقاع الروتين المدرسيّ بالتدريج، وممارسة خطوات الرّوتين الصباحيّ لكي يعتادها الأطفال قبل بدء الدّوام.
العودة إلى المدرسة هي بمثابة العودة لغذاء العقل والرّوح
.