skip to Main Content

المعلمون موهوبون ومليئون بالصبر والقوة لتنشئة أجيال المستقبل المثقّفة. لقد شاهدت ثمار عمل فريق برنامج IDEAL ومركز سكيلد الذي يدعم منذ تأسيسه في عام 2011 الطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلّمية وتحدّيات في المدارس الرسميّة والخاصّة. هذا العام، تمكّن الفريق أخيرًا من سدّ الفجوة بين النعليم المدرسي والتعليم الجامعي من خلال برنامج IDEAL مع جامعة سيدة اللويزة (NDU).

لقد تعرّفت على البرنامج في الأسابيع الأولى لي في لبنان عند زيارة مخيم “IDEAL and Beyond” حيث شعرتُ بالترحيب من خلال ابتسامات الطلاب الواسعة والبيئة الإيجابية التي خلقوها. كان مخيّمًا لمدّة ليلتين لتعليم لطلاب برنامج IDEAL الذين يعانون من صعوبات في التعلم و/أو ذوي الاحتياجات الخاصة مهارات العيش المستقل. لقد أتيحت لي الفرصة لحضور أداء للطلاب آخر ليلة من المخيّم مع أولياء الأمور، وتذوّق الطعام الذي أعدّوه والجلوس حول نار المعسكر.

 بعد الوقت الذي قضيته مع أولياء الأمور والموظفين والطلاب، أدركتُ ثلاثة أشياء تجعل IDEAL مميزًا في المجتمع وفي حياة الطلاب.

  1. المجتمع

المجتمع الذي أنشأته برنامج IDEAL بين الآباء والطلاب والموظفين قويّ جدًا، لدرجة أنّ اللبنانيون والعرب الآخرون يشعرون به في أجزاء مختلفة من العالم. في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، ستأتي عائلة لبنانية من الولايات المتحدة لتسجيل ابنها في البرنامج لآنّهم انجذبوا إلى الدفء والرعاية التي قُدّمت لهم في البرنامج. عائلة أخرى غادرت سوريا لتسجيل ابنها في البرنامج، لكن الآن سيتعين عليهم المغادرة إلى كندا وهذا كان الجزء الصعب عليهم. عندما تحدّثتُ إلى الأم، أعربت عن امتنانها لـ IDEAL. كما أشارت إلى مدى صعوبة اتخاذ الأسرة قرارًا بشأن ما إذا كانت ستغادر إلى كندا أو البقاء في لبنان لأنّ ابنهم استمتع كثيرًا بالفصل الدراسي الأخير. ولقد ذكر الابن أنّ أكثر ما سيفتقده هو أصدقائه.

 في الواقع ، أخبرتني لمى بدوي، مديرة IDEAL ورئيسة خدمة التأقلم التعليمي في NDU أنّ الطلاب والموظفين في البرنامج هم مثل عائلة واحدة. ولقد ذكّر المخيّم الطلاب وأولياء الأمور بالمجتمع الموجود في IDEAL حيث تعلّم الطلاب العمل مع بعضهم البعض. على سبيل المثال، قاموا بطهي وجباتهم معًا، وغسّلوا الأطباق، وأعدّوا غرف نومهم في المخيم. شجعهم هذا على معرفة أهمية المجتمع والعمل الجماعي.

  1. الثقة

خلال المعسكر، قدّم الطلاب مواهب مختلفة ومسرحيات قصيرة بالتعاون مع بعضهم البعض. كان الحماس والجهد الذي بذله طاقم IDEAL وأولياء الأمور واضحًا. خلال الأداء، اجتاز الطلاب فترة الأداء بأكملها، والتي كانت إنجازًا في حد ذاتها حيث قاموا ببناء الثقة في التحدّث والأداء أمام الجمهور. أتذكّر أنّ إحدى المشاركات في المخيّم كانت متوتّرة للغاية عندما يتعلّق الأمر بالأداء العلني وواصلت معانقة والدتها بعد كلّ أداء. أشعر معها لا سيّما فيما يتعلّق بكيف يشعر كلّ شخص بالقلق لمّا يتحدّث أمام جمهور وأشعر أنّني أريد أن أعانق أحبائهم ليشعروا بالسلام. على الرّغم من كل ذلك، قام المشارك نفسه بالآداء بفخر أكثر من مرّة خلال السهرة. كان أولياء الأمور فخورين بأطفالهم وأعجبوا بالمواهب التي اكتشفها IDEAL لدى كل طالب. خلال الجلسة حول النّار، حصل كل طالب على جائزة تقديرية للعمل الذي قام به، مثلا حصل أحدهم على جائزة أفضل حضور، وآخر على جائزة روح الدعابة إلخ. كل هذا شجّع الطلاب على الاستمرار في المثابرة والاعتزاز بأنفسهم والجهود التي بذلوها في المخيم.

  1. الاستقلال

كوني طالبة جامعية، استلهمت من الطلاب ومهارات العيش المستقل التي تعلّموها خلال المخيم. كلّ تجربة جديدة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن يكون لها تأثير كبير. على سبيل المثال، سمح النوم في مكان جديد  لمدّة ليلتين دون الآباء والأمهات للطلاب بممارسة مهارات العيش المستقل التي تعلّموها خلال العام. وتعلّم الطلاب الانسجام مع بعضهم البعض على الرغم من الاختلاف في شخصياتهم والاهتمام بإكمال المهام. كلّ هذا يضيف إلى المهارات الاجتماعية والحياتية التي نعمل جاهدين كبالغين لبنائها في أنفسنا. أحببت الطريقة التي دمج بها هذا المعسكر مجموعة واسعة من المهارات بطريقة ممتعة.

من خلال قضاء الوقت مع أولياء الأمور والموظفين والطلاب ، أدركت ثلاثة أشياء تجعل IDEAL مميزًا في المجتمع وفي حياة الطلاب: [إحساس قوي بالانتماء إلى المجتمع] ، [تعزيز إحساس الطفل بالثقة بالنفس] و [تعلّم مهارات الحياة التي تساعده على التقدم نحو حياة مستقلة]

الانطباعات الختامية

كان التّعرّف على بعض أولياء الأمور في IDEAL وقضاء الوقت أيضًا مع الطلاب أحد المعالم البارزة في وقتي في لبنان. إنّ رؤية برنامج مثل هذا في لبنان هو تقدّم كبير. وأنا أتشارك مع العديد من الآباء نفس الأمل في انتشار هذا البرنامج في جميع أنحاء العالم، خاصّة في الشرق الأوسط. إنني أتطلّع إلى رؤية هؤلاء الطلاب يزدهرون في كل ما يفعلونه في الحياة. كل واحد منهم نجم مليء بالإمكانيات والمواهب ومستقبل مشرق. هذا البرنامج في نظري هو ببساطة، مثالي.

— بولين

.

Pauline Nasri

Pauline is a Syrian-Canadian journalism and philosophy student at Toronto Metropolitan University in Canada. She joined the Lebanese Society for Educational and Social Development (LSESD) for a summer internship in her journalism field. Pauline plans to continue reporting on the Middle East, Canada, and issues happening globally as she proceeds with her studies and later on with her career. You can check her blog at paulinenasri.com.

Back To Top
×Close search
Search