
على سلالم مركز سكيلد
كان ذلك الصباح الأخير من احتفالات ذكرى السنة الخامسة والعشرين للجمعية اللبنانية للتنمية التربوية والاجتماعية (LSESD) والتي تم تغييرها قبل أيام قليلة لتصبح “ثمار”، ثمار العمل أو الشجرة. لقد أمضينا ما يقارب 72 ساعة مع مجموعة كبيرة من شركاء الجمعية اللبنانية، قادمين من 40 دولة للإحتفال باليوبيل الفضي للجمعية، والتعرّف على كيفية عمل الرب من خلال إنجازات فريق الجمعية.
قام صديقنا نبيل قسطه، المدير التنفيذي للجمعية، بدعوة بعض أعضاء مجموعة الاتحاد الأوروبي لزيارة الحرم. لقد بدأنا زيارتنا الصغيرة في الجزء السفلي من المبنى في مبنى مركز SKILD. وبعد أن انتهيت هناك، صعدت الدرج الذي يمكننا أن نقرأ عليه الجمل التالية:
- لن أفعل ذلك
- لا أستطيع أن أفعل ذلك
- أريد فعلها
- كيف لنا أن نفعل ذلك؟
- سأحاول فعل ذلك
- أستطيع أن أفعل ذلك
- أنا سأفعلها
كانت خطوات صغيرة، لكن كل خطوة كانت تقربني من مشهد لم أره من قبل. بعد لحظات، وقفت على سطح مكاتب “ثمار” واستمتعت بمنظر مدينة بيروت الجميلة تمتزج مع البحر الأزرق والسماء الشاسعة. إنّه تغيير هائل من ممر ضيق إلى أفق واسع يشمل المدينة بأكملها وخارجها. أنا مندهشة للغاية.
كما أنا مندهشة تمامًا كيف نمت الثمار من بداياتها المتواضعة لتصبح جمعية منظّمة على مدى 25 عامًا من وجودها، موسّعة آفاقها مِن “ممر ضيّق إلى مدينة بأكملها وما وراءها”، مثل المنظر الذي تكشف من سطح ثمار.
ولكن يجب أن نشير أنّ الأمر لا يتعلق فقط بتطوير المشاريع والانتقال من الصغيرة إلى أعمال منظّمة جيّدة التنظيم وفعالة. بعيدًا عن هناك! أعتقد أنه من غير الممكن إحصاء جميع الأشخاص الذين توسعت آفاقهم من واقع يومي محدود للغاية إلى العديد من الفرص الجديدة.
أفكر في طلاب المدرسة المعمدانية في بيروت الذين أتيحت لهم الفرصة للدراسة حتى عندما لم يكن لدى آبائهم المال لدفع الرسوم الدراسية. أفكّـر في الأطفال اللاجئين السوريين الذين ليس لديهم مكان في المدارس العامة والذين، بفضل التزام ميراث (إحدى المؤسّسات تحت مظلّة ثمار) يتلقون تعليمًا جيدًا ودعمًا لعائلاتهم.
أفكر في الأطفال والشباب الذين، لولا خدمات مركز سكيلد الذي أسّسه نبيل قسطة منذ 10 سنوات لمساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، لن يتمتعوا بالثقة أبدًا أو مهارات الدراسة والعمل والعيش حياة مستقلة.
أفكر في طلاب المؤسسة المعروفة باسم المدرسة الّلاهوتية المعمدانية العربية. هؤلاء الشباب والشابات الذين وجدوا دعوتهم من خلال المعلمين الملهمين وسيخدمون الكنائس والناس في العديد من المواقف الصعبة.
أفكر أيضًا في الأشخاص الذين تواصلوا بعد نشر الكتب من خلال دار منهل الحياة ووجدوا أملًا جديدًا في المسيح وقوة جديدة في حياتهم.
أفكر بالشباب الذين تغيّرت حياتهم من خلال مؤسسة الملح والنور التابعة للجمعية.
لم تصل أي من هذه الخدمات إلى شكلها الحالي دون مواجهة تحدّيات تشبه إلى حدّ كبير التعب الذي يواجهه من يصعد درج SKILD والذي يصف بشكل مناسب كفاح الطفل الذي يحاول إيجاد طريق للأمام وللأعلى. ومع ذلك، فمن الصعب أن نكافح وحدنا صعوبات الحياة الشخصية أو المجتمع.
.
أفكر في الأطفال والشباب الذين، لولا خدمات مركز سكيلد، لن يتمتعوا بالثقة أبدًا أو مهارات الدراسة والعمل والعيش حياة مستقلة.
عندما سألت موظفي “ثمار” عن أحوالهم، وكيف تمكنوا من إدارة وتخطّي كل هذه الصعوبات التي لا يمكن تصورها لشخص من بلد مسالم مثل بلدي، كان الجواب هو نفسه: نحن كعائلة، نعمل معًا. أدركتُ على أثرهذه الزيارة أنّ شعار احتفالات الذكرى الخامسة والعشرين “معًا” ليس شعارًا عمليًا فقط، بل هو واقع يومي للمتعاونين والشركاء في ثمار، وكذلك الأخوات والأخوة الذين يشكلون هذا المجتمع.
مرة أخرى، اكتسبت دعوة الرسول بولس إلى كنيسة غلاطية معنى أعمق وأظهرت الثمار التي تحملها.
“احملوا بعضكم أثقال بعض، وبذلك تتمّمون شريعة المسيح.”
غلاطية
.