
مع بداية العام الدراسي الجديد: تأملات مدير مدرسة حول التربية المختصّة والدمج في لبنان
ضمن نطاق مثل لبنان، حيث الدولة فيه تتميّز بتنوعها الثقافي والصعوبات الناجمة عن تاريخ يطغى عليه عدم الاستقرار السياسي، يكون للعودة إلى المدرسة أهمّية خاصة. وعندما يؤخذ التعليم الخاص في الاعتبار، فإن هذا الكلام يصبح صحيحًا أكثر إذ أنّ المؤسّسات التعليمية تقوم بعمل مميّز على صعيد ضمان عودة الطلاب إلى المدرسة بطريقة آمنة ومنتجة، بما في ذلك أولئك الذين يواجهون تحديات في التعلم. فكمثيلاتها الموجودة في جميع أنحاء العالم، شهدت المدارس في لبنان انقطاعات كبيرة في التعليم منذ تفشي فيروس كورونا. وبالتالي، إن العودة إلى المدرسة هي دليل على المثابرة والمرونة. ونظرًا لحاجتهم للمساعدة على أيايدي متخصّصين، قد تكون هذه العودة أكثر صعوبة بالنسبة للطلاب الذين يواجهون تحديات. وفي لبنان، يعد التعليم الدامج أمرًا بالغ الأهمية على صعيد بداية العام الدراسي لأنّه يعمل على توفير جو مرحّب في متناوَل جميع المتعلمين.
تحاول المدارس في لبنان وضع ممارسات شاملة تلبي الاحتياجات المختلفة للمتعلمين. تقديم خطط تعليمية فردية (IEPs)، وتوفير التكنولوجيا المساعدة، وإعداد المعلمين لمساعدة الطلاب ذوي الإعاقة بشكل فعال، كلها طرق تستخدمها المدارس لفهم الدمج والقبول به. ومع ذلك، لا تزال هناك مشاكل. يتعرض نظام التعليم في لبنان لقدر كبير من الضغط نتيجة للصعوبات الاقتصادية في البلاد وعدم الاستقرار السياسي ولا يزال هنالك صعوبة في توافر الموارد الأساسية للتعليم لذوي الاحتياجات التخاصّة، لا سيّما المهنيين المؤهلين والمرافق المتخصصّة. كما أنّ التنوع اللغوي والثقافي المميز لسكان لبنان يجعل الجهود المبذولة لتعزيز التعليم الشامل أكثر صعوبة ويتطلب أساليب تراعي الثقافة.
إن التفاني في تحقيق الدمج في التعليم والعودة إلى المدرسة ثابت. إنه ليس مجرد ضرورة اجتماعية وتعليمية حيث يتم جمع المجتمعات العديدة في لبنان معًا والتسامح والتفهم من خلال التعليم. إنما لبنان، من خلال التأكد من مشاركة الطلاب ذوي الإحتياجات الخاصّة في هذه العملية، يقترب من المساواة والدمج وإحقاق فرصة للجميع ليتشاركوا في التعلم والتطور والمساهمة في مستقبل البلد بغض النظر عن أصولهم أو قدراتهم. ولكن علينا أن ندرك أنّ التنوع اللغوي والثقافي المميز في البلاد قد يزيدان من تعقيد السعي لتحقيق الدمج في التعليم في لبنان. إنّ استيعاب الأصول المختلفة للمتعلمين يحتاج من المدارس تطبيق استراتيجيات تتماشى مع الثقافة، مما يضمن أن تكون تجاربهم التعليمية ذات معنى وتحترم هوياتهم الثقافية.
.
يعد التعليم المختص أمرًا بالغ الأهمية فهو يوفر جو ترحيبي ويجعل الوصول الى التعليم في متناول جميع المتعلمين. تحاول المدارس في لبنان وضع ممارسات للدمج تلبي الاحتياجات المختلفة للمتعلمين كخطط تعليمية فردية (IEPs)، وتوفير التكنولوجيا المساعدة، وإعداد المعلمين لمساعدة الطلاب ذوي الإحتياجات الخاصة. ومع ذلك، لا تزال هناك مشاكل يتعرض نظام التعليم في لبنان ولا يزال هنالك صعوبة في توافر الموارد الأساسية للتعليم لذوي الاحتياجات الخاصّة، لا سيّما المهنيين المؤهلين والمرافق المتخصصّة.
إن تصميم لبنان على التعليم الشامل والعودة إلى المدرسة لا يتزعزع في مواجهة هذه العقبات. وفي بلد يتميز بتنوعه، لا يعد التعليم ضرورة اجتماعية فحسب، بل ضرورة سياسية أيضا. وهو بمثابة حافز قوي لتعزيز الانسجام وعدم التعصب والتفاهم بين المجتمعات اللبنانية العديدة. يخطو لبنان خطوات هائلة في تعزيز مجتمع أكثر مساواة وشمولا من خلال ضمان أن يكون الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّة جزءا لا يتجزأ من هذه العملية التعليمية. إنّ تماسك النظام التعليمي في لبنان والتزامه الذي لا يتزعزع بالتعليم في بيئة دامجة هما بمثابة منارات في هذا الوضع الصعب، ممّا يدل على أنّ الطريق إلى مستقبل أفضل لجميع مواطنيه.