
رمزي شابٌّ طموحٌ تخرّج حائزًا مرتبة الشرف في جامعة كاليفورنيا الجنوبيّة، وحصل على درجة البكالوريوس في الفنون المسرحية. وبعد تخرّجه، عمل بشكلٍ متقطّع وعند الطلب مع شركات بث تدفقي ناشئة. سيواصل قريبًا دراساته العليا في كتابة السيناريوهات للأفلام والتلفاز في جامعة إيمرسون.
تبدو قصّةُ النجاح هذه عاديّة، إذ يقدّم العالمُ وابلاً من القصص الأكثر تشويقًا وإلهامًا من قصّة رمزي. لكن ما زالت قصّة رمزي مميّزة ورائعة من نواحٍ عدّة. عندما كان رمزي يبلغ من العمر ثلاث سنوات، شُخِّصَ لديه اضطرابُ نقص الانتباه، وتمّ ضمُّه إلى فئة طيف التوحّد، وأوصى المتخصّصون بأن يُسجَّل في مدرسة خاصّة للأطفال الذين يُعانون شتّى أنواع الصعوبات التعلميّة. أمّا والداه، فقد عزما على أن يعملا باجتهادٍ بمفردهما، من الدون اللجوء إلى الأدوية، وذلك من أجل تعزيز السمات الشخصيّة الجميلة والمحبَّبة التي أنعَمَ الله بها على رمزي. وهكذا خاضت تلك العائلةُ هذه الرحلة الطويلة والمجهولة. ساعدا رمزي بلا كلل وملل في جميع موادّه المدرسيّة كلَّ يومٍ من المرحلة الابتدائيّة والمتوسّطة والثانويّة والجامعيّة. وفي خلال سنته الأخيرة، بدأ رمزي بالعمل بشكل مستقلّ وتمكّن من الحصول على معدل عامّ مستقيم سجّلَ علامات ممتازة، وحاز “الجائزة الرئاسية” في مادّة الرياضيات. كان المسرحُ ملاذَ رمزي طوال تلك السنين. فقد لعب دور البطولة في المسرحيات المدرسية، وكتب سيناريوهات مسرحية خاصّة به، وأنتج أفلامًا قصيرة فاز أحدُها بالجائزة الأولى في مهرجان Bay Area السنوي للأفلام.
من دون شكّ، لا تشبه حالةُ رمزي جميعَ حالات الصعوبات التعلّميّة، لكنّها بالتأكيد قصّة يجب الاقتداء بها. وتمثّل حالتُه جميعَ الجوانب الأساسيّة التي يعمل عليها مركز سكيلد بتصميمٍ مذّاك. يتعلّق الجانب الأوّل بفهم الوالدين الاختلافات ونقاط القوة لدى أطفالهم، وبكيفيّة فهم أطفالهم العالم واختباره، ومن شأن ذلك أن يساعد الآباء على أن يصبحوا أكثر قبولًا لهذه الاختلافات. أمّا الجانب الثاني فيتعلّق بكيفية زيادة الوعي بالتنوّع العصبي، ليس فقط لدى الآباء، بل أيضًا في المؤسسات التعليميّة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد المجتمع بشكل عام على أن يصبح أكثر انفتاحًا واحتضانًا لهذه الاختلافات، وبالتالي يشجّع هؤلاء الأطفال المميّزين على عدم إخفاء عوارضهم، أو للأسف في بعض الحالات الشائعة، لوم أنفسهم على المشاكل في المدرسة. إنّ العامل المهمّ الأخير، وهو إطلاق هؤلاء الأطفال في قطاع العمل، يتوِّج العواملَ التي أُبرِزَت سابقًا وجميعَ الجهود الدؤوبة.
“إذا كان بوسعي بنقرة أصبع أن أتخلّص من التوحّد، فلن أفعل ذلك. التوحّد جزءٌ من هويّتي.” تامبل غراندين، عالِم أميركيّ بارز
هذه مهمّةٌ شاقةٌ ومتطلّبةٌ للغاية، وقد تعهّدنا بإنجازها بإرشادٍ وعونٍ من الله، ولكنّها ستكون الرحلة الأكثر جزاءً على الإطلاق