skip to Main Content

يحذّر العالم في اللاهوت المسيحي وارن ويرسبي أنّ “لا شيء يشل حياتنا مثل اتخاذ الموقف أنّه لا يُمكن للأشياء أن تتغيّر أبدًا [ويضيف أنّنا] نحتاج أن نذكّر أنفسنا بأن الرّب قادر على تغيير الأشياء وأنّ نظرتنا للأمور تحدّد النتيجة. [وبالتالي] إذا نرى فقط المشاكل سنُـهزَم؛ بينما إذا رحنا نركّز على الاحتمالات في المشاكل يمكننا أن ننتصر “.

نحن نعيش في عالم محطم حيث يسود الظلم طبقات مختلفة من المجتمع، مخلّفًأ العديد من المهمشين والمتعثرين دون سبب على الإطلاق  – بسبب سوء الفهم و/أو التفسير الخاطئ للاختلافات في كثير من الأحيان – وهذا يؤدي إلى التحيّزات والاجحاف الذين، بدورهما، يحرمان الناس من القدرة على الاستفادةمن إمكاناتهم التي وهبهم إيها الرّب.

في كثير من الأحيان نرى الأخطاء، وقد نتعاطف مع المظلومين، لكننا لا نؤمن بقدرتنا على إحداث التغيير! نستسلم حتى قبل أن نترك عقولنا تفكر في الاحتمالات. وهنا يذكّرنا الأسقف الراحل ديزموند توتو بأنه “إذا كنت محايدًا في حالات الظلم تكون اخترت جانب الظالم”؛ إختيار عدم القيام بأي شيء يشبه إلى حدّ ما اتخاذ موقف “محايد”.

التغيير، لكي يحدث، يجب أن تكون هناك رؤية لواقع أفضل والإيمان بإمكانية تحقيق هذا الواقع الأفضل والعمل الذي يعيدنا إلى الحياة. كان إطلاق مركز أطفال أذكياء مع اختلافات تعلّم فردية (مركز سكيلد) عام 2011 خطوة نابعة من الإيمان. المدير التنفيذي للجمعية اللبنانية للإنماء التربوي والاجتماعي د. نبيل قسطه كان يعي أنه عليه مواجهة التحدي، ولكنه رأى بوضوح أيضًا أنّ ذلك سيؤدّي إلى واقعًا أفضل. لذلك شرع في تشكيل فريق مركز سكيلد وكانوا أصاحب الرؤية وعملوا معًا وتحقّق المشروع وصار الواقع أفضل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان.

بدايةً، كان الهدف أن يقدّم مركز سكيلد الدعم الفردي للتلامذة ذوي الصعوبات التعلّمية. إلاّ أنّه كان لا بدّ من حملة توعية على صعيد الوطن ليتحقّق التغيير تشمل أصحاب الشأن الآخرين أي أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام إلخ.؛ نتج عنها إطلاق اليوم الوطني للتلامذة ذوي الاحتياجات الخاصّة في نيسان 2013 بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان والمجلس الثقافي البريطاني.

ولأننا كنا بحاجة إلى تغيير على مستوى الثقافة، كان من المهم دعوة الآخرين للانضمام إلينا في رحلتنا نحو مجتمع دامج لا يهمّش ذوي الاحتياجات الخاصة! خطوة إيمان قادت إلى أخرى والرّب – باخلاصنا له – بارك سعينا وأعاننا لنحقّق إنجازات عدّة من بينها الشراكة الحديثة بين مركز سكيلد وجامعة سيّدة اللويزة في لبنان وجامعة ليبسكومب في الولايات المتحدة الأميركية، والتي تقدم اليوم للطلاب الذين لديهم صعوبات في التعلم برنامجًا مثاليًّا يبني ثقتهم بأنفسهم ويؤهّـلهم ليكونوا مواطنين منتجين متعاونين.

واضح جدّا أنّ الرحلة نحو مجتمعات دامجة لذوي الاحتياجات الخاصة هي طويلة. ومع ذلك من المشجّع جدّا أن نرى ثمار هذا المزيج من الرؤية والإيمان والعمل والأثر الذي تتركه على المجتمع. وهذا كان أحد الجوانب التي دفعت مؤخرًا شركة Creel  وهي شركة إعلامية لبنانية وشركة تقوم بتنظيم الحفلات أن تقرّر منح د. نبيل قسطه جائزة عن إنجازاته هذه سلمه إياها وزير الشؤون الاجتماعية د. هكتور حجّار في حفل أقيم في مغدوشة، جنوب لبنان، تكريمًا “للجهود الرائدة في لبنان منذ ما يقرب من عقد من الزمن من أجل تأمين التعليم الدامج للأطفال وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة،” كما أشارت كريستيانتي توداي في مقالة لجايسون كاسبر.

لكي يحدث التغيير، يجب أن تكون هناك رؤية لواقع أفضل والإيمان بإمكانية تحقيق هذا الواقع الأفضل والعمل الذي يجعله ينبض بالحياة

على مدى العشرين عامًا الماضية، منذ أن تأسست الجمعية اللبنانية للإنماء التربوي والإجتماعي، تعلّمت الكثير من الدروس. بما في ذلك البحث عن الفرصة في كل تحدٍّ والحقيقة أنّه عندما تكون هناك إرادة يمكننا تحقيق كلّ شيء! تعلّمت أنه يمكننا معًا إحداث فرق. دعونا لا ندع الظروف الصعبة التي تحيط بنا في لبنان اليوم تثبط عزيمتنا. دعونا نحلم بعالم أفضل يكون لدينا إيمان بأنه يمكننا إحداث التغيير، ودعونا نضع خطوات لتحقيق ذلك

Alia Abboud

Alia Abboud is the Chief Development Officer for the Lebanese Society for Educational and Social Development (LSESD), the founding organization of SKILD Center. Prior to joining LSESD, Alia served with World Vision Lebanon for 13 years as Communications Officer, and as Operations Manager. Alongside her experience, Alia carries a Doctorate in Business Administration, an MBA in NGO Leadership, and a Masters in Sociology.

Back To Top
×Close search
Search