
في السنة الأولى، كنا مجموعة كبيرة من المشاهير معظمهم من الممثلين، وكانت قناة MTV لبنان تبثّ الحدث. كانت هذه المرة الأولى التي أتعاون فيها مع مركز سكيلد ولكن لم تكن المرّة الأولى التي أشارك فيها في نشاط يشارك فيه ذوو الاحتياجات الخاصّة. كان لي شرف دعوتي إلى العديد من الأحداث التي ركزت على حقوق هؤلاء الأشخاص واحتياجاتهم خلال مسيرتي المهنية الطويلة في التعليم وتقديم البرامج التلفزيونية والتمثيل. كما شاركت في مبادرات توعوية حول القضايا الملحّة منذ سنوات عديدة.
عندما أفكر في كل هذه الأنشطة المختلفة وفي Night to Shine، الحدث الذي ينظّمه مركز سكيلد بالتعاون مع مؤسسة Tim Tebow منذ عام 2018، يراودني الانطباع – ومن دون تردّد – أنّ هذه تجربة غريبة تمامًا عنّا نحن المشاهير وغريبة بالنسبة لملوك وملكات الحفل الذين نساهم في أن يعيشوا حلمًا وأن يشعروا أنّهم مميّزون مثل أقرانهم في ليلة التخرّج.
لقد شاركت عدّة مرّات من خلال مشاركتي في التعليم ومن خلال التعاون مع الجمعيات والمنظّمات في الأحداث التي يشارك فيها الأطفال وكبار السن من ذوي الإعاقة و/أو الاضطرابات. ومع ذلك، إنّ تواجدي مع هذه المجموعة على مدار ثلاث سنوات يجعلني أشعر أنّني كنت محظوظًا، كوني من بين المشاهير الذين ساروا مع الملوك والملكات من ذوي الاحتياجات الخاصّة نحو التتويج، أو قاموا بالتقديم خلال الحفل، أو التقطت لهم الصور عند حائط الشهرة وشجّعوهم أثناء تأدية المواهب على خشبة المسرح كما جرى هذا العام.
إنّ الاختلاط بالشباب والشابات ومشاهدتهم يتحدّون الاختلافات التي تعيق حركتهم أو امكاناتهم الاخرى ليس بالأمر الجديد بالنسبة لي. ومع ذلك أعطاني حفل Night to Shine في كل مرة شاركت فيها تجربة لا تُنتسى، لأنها كانت فرصة لأكون مع مجموعة كبيرة من الأفراد الذين اختاروا تحدي الصعاب التي ولدوا معها وذلك لأنّهم يريدون أن يعيشوا ولو لوقت قصير مثل النجوم والمشاهير. هذا حدث لا يشبه أي حدث آخر يتمّ تنظيمه عادة لذوي الاحتياجات الخاصّة. لا يمكنني أن أنسى التعبير على وجوههم ووجوه القائمين على رعايتهم أثناء تسريح الشعر أو طلاء أظافرهم، أو تلميع أحذيتهم من قبل متطوعين من الممكن أن يكونوا مديرين تنفيذيين أو محترفين أو غيرهم. هذا لا يعني أن ننسى الفرح برؤية أحد الممثلين الذين يرونهم على شاشة التلفزيون …
كنت أؤمن دائمًا، والآن أكثر من ذي قبل، أنّ هؤلاء الأفراد الذين يقضون حياتهم وهم غالبًا ما يتعرّضون للتهميش حتى في أسرهم أو مجتمعاتهم، هم مصدر إلهام رئيسي. بعد التواجد معهم خلال ثلاث لقاءات منفصلة من خلال مركز سكيلد، أجدني أكثر اقتناعًا من أي وقت مضى بأنّنا مدينون لذوي الاحتياجات الخاصة الى ما لا حدود! لا يوجد شيء أجمل وأكثر إلهامًا من رؤية كل هذه القلوب الطاهرة ووجوههم البريئة المتوهّجة لأشياء غالبا ما نتعامل على أنها حقوق مكتسبة. نحن نسمّي سماتهم المختلفة وتحدياتهم احتياجات خاصّة بينما الحق يقال أنّ هذه الصفات هي التي تجعلهم محبوبين للغاية ومن الفئات الضعيفة التي علينا أن نحاوطها دائما ونحميها في عالم لا يفهم اختلافاتهم.
إنّ حفل Night to Shine ليس مجرّد حفل لذوي الاحتياجات الخاصّة. إنه فرصة لنا نحن الذين ليس لديهم تحدّيات جسدية أو عقلية منهكة أن نكرّم من خلال الاختلاط مع شباب غير قادرين على العمل في البيئات السائدة في كثير من الأحيان. أعتزّ بفرصة التواجد معهم وأشعر بسعادتهم القريبة جدًا مني خاصة في تلك اللحظات القليلة المفاجئة عندما يتقدّم أحدهم ليخبرني أنه يحبني لأنه يراني على شاشة التلفزيون. … ليس هنالك شعور أفضل من ذلك الذي يعتريك لما تدرك أنّك تمكّنت من إسعاد إنسان.
إنّ تواجدي مع هذه المجموعة على مدار ثلاث سنوات يجعلني أشعر أنّني كنت محظوظًا
أنا ممتنّ أنّني تواجدت بين الشباب والشابات من ذوي الاحتياجات الخاصة وشاركت معهم لحظة خاصّة … لا سيّما الرقص بطريقة عفويّة رائعة. عليّ أن أعترف أيضًا، هذا العام عندما كنت مع الملكات والملوك في القاعة، ورأيتهم يتفاعلون مع كل ما كان حولهم، كوني أب، أدركت أنّه علينا إلقاء التحيّة لمن يقدّمون الرعاية والذين يتعيّن عليهم تحمّل الكثير من المصاعب دون الاستسلام للعديد من لحظات اليأس، ودون أن ينسوا أبدًا نكران ذاتهم ممن أجل رفاهية إنسان واحد، أو ربما أكثر