
المقدّمة
مع تغيُّر أسلوب التعليم ونقله من الصّف إلى التعلّم عن بُعد، شاعت صرخةٌ صادرة عن المعلّمين والأهالي في أنحاء العالم ألا وهي “لستُ مدرّبًا على هذا الأسلوب!” لقد أُجبِرَ المربّيون على التأقلم مع المبادئ التوجيهيّة الحاليّة المتعلّقة بالكوفيد-19، وقد شعر معظمهم، إن لم نقل جميعهم، في مرحلةٍ ما أنّهم غير مستعدّين. كيف بوسع المعلّمين أن يدعموا تلامذتهم، أي أولادنا، على أفضل وجه؟
قيّموا تلامذتكم ووضعهم
- بمثابتكم معلّمين، إنّكم تعرفون تلامذتكم جيّدًا وتفهمون مستويات نموّهم المتغيّرة. مثلاً، إذا لم يكن التلامذة قادرين على القراءة من دون مساعدة، يجب لهذا أن يرشدكم إلى أسلوب التعليم الذي ينبغي أن تقدّموه. ولا بدّ من تمييز الأمور التي يمكن أو لا يمكن للتلامذة أن يفعلوها بمفردهم قبل التفكير في الفروض التي ستوكّلونها إليهم عبر التعلّم عن بُعد. وإن لم تكونوا متأكّدين، خصّصوا بعض الوقت للتعرف إلى الاختلافات التعلّمية الفريدة والخاصّة بكلّ طفل. أمضوا وقتًا معهم على الهاتف أو عبر مكالمة فيديو كي تجمعوا المعلومات الأساسيّة. اكتشفوا ما هي الموادّ الأكاديميّة والأنشطة الترفيهيّة التي يستمتعون بها. وستُساعدكم هذه الأمور عندما تبدؤون بتحضير الواجبات المدرسيّة المناسبة لاحتياجات أطفالكم الفرديّة.
- بالإضافة إلى الأسس المعرفيّة الخاصّة بالتلامذة، من المهمّ أن تُدركوا بيئة منازلهم. تأمّلوا بالأسئلة التالية:
- هل يعمل التلامذة من المنزل أو من مكانٍ آخر؟
- هل لديهم اتّصالٌ بشبكة الإنترنت؟
- في المنزل، كم عدد الأشقّاء الذين يذهبون إلى المدرسة؟
- في أيّة غرفة يقوم تلميذك/تلميذتك بواجباته المدرسية؟
- ما هي الأجهزة التي يستخدمها التلامذة لإنجاز فروضهم (ورقة وقلم، وجهاز لوحي، وهاتف ذكي، وإلخ)؟
- هل تُشارَك هذه الأجهزة مع الأشقّاء؟
- هل يعلم التلامذة كيفية الحصول على المساعدة في حال شعروا بالحيرة؟
- بعد أن تجمعوا المعلومات المتعلّقة بالتكنولوجيا، والتنظيم، والدعم، يمكنكم أن تبدؤوا بتحديد أنواع الفروض المدرسيّة التي تُناسب تلامذتكم أكثر. مثلاً، إذا كان التلميذ/التلميذة يعيش في منزلٍ مكتظ بالأشقاء وهناك جهازٌ واحد فقط، تجنّب الفروض المنزليّة المتعلّقة بالقراءة والتي تحتاج الإنترنت، وتستغرق وقتًا، وتتطلّب تركيزًا وهدوءًا.
حدّدوا المهارات الأساسيّة
- قبل تعيين أي فرض، على المعلّم/المعلّمة أن يحدّد هدف الدرس النهائي. اسأل/ اسألي نفسك: “ما الأمر الذي أريد من تلامذتي أن يتمكّنوا من فعله في نهاية الدرس؟”
وهنا، ستؤتى معرفةُ التلامذة بشكلٍ شخصيّ بثمارها. مثلاً، إذا كان لديّ تلميذ/تلميذة يُعاني في القراءة، لن أقول: “أريد أن يتمكّن هذا التلميذ/التلميذة من قراءة رواية من دون أيّ مساعدة.” قد يكون هذا الهدفَ النهائي، لكنّ الدروس التي تكلّفه بها يجب أن تكون واقعيّة. إليكم أمثلة عن الأهداف النهائية:
- أريد أن يميّز التلميذ/التلميذة كلّ حرف من الأبجديّة.
- أريد أن يقرأ التلميذ/التلميذة ويفهم المعنى بالاستعانة بلائحة الكلمات البصرية.
- قسّم/ قسّمي التصريح المتعلّق بالهدف إلى عدّة أجزاء. في هذ المرحلة اسأل/ اسألي نفسك: “ما المهارات الأخرى التي يجب أن يتقنها التلميذ/التلميذة أوّلاً؟” وبعد أن تضع/ تضعي لائحة بالنتائج المرجوّة، قيّم/ قيّمي المهارات الفرعيّة التي لا يزال التلميذ/التلميذة بحاجة إلى إتقانها.
بالإضافة إلى الأسس المعرفيّة الخاصّة بالتلامذة، من المهمّ أن تُدركوا بيئة منازلهم
الخاتمة
إنّ معظمنا قادرٌ على التفكير بشكلٍ تلقائي في جميع هذه المهارات الفرعية وإنجاز المهمّة. لكن بالنسبة إلى تلميذ/تلميذة ملزَم بالبقاء في المنزل ويعمل أو تعمل بشكل مستقلّ، إنّ أيّ قصور في المهارات الفرعية يمكن أن يؤدّي إلى فشلٍ في إنجاز مهمّة معيّنة. تذكّروا أنّه يجب على المعلّمين أن يعطوا دروسًا وفروضًا يُمكن إكمالها تحت إشرافٍ محدود إذا أردنا أن ينجح التعلّم عن بُعد.
البنّاؤون الحكماء والبنّاؤون الجهلاء
متى 7: 24- 25
“فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ.”
.