skip to Main Content

 

أظهرت العديد من الدراسات أنّ أماكن جلوس التلامذة في الصف تُساهم في نموّهم وتقدّمهم الأكاديمي. لن يقوم ترتيبُ أماكن الجلوس بتحسين قدرة التلميذ على حلّ المسائل الرياضيّة أو كتابة فقرات صحيحة نحويًّا. لكن، من شأن أماكن الجلوس أن تصنع فرقًا في اندفاع التلميذ للتعلّم.

وبالفعل، يمكن ترتيبُ أماكن الجلوس في الصّف بشكلٍ يعزّز دافع التلميذ لا سيّما التلامذة الذين يواجهون تحدّيات ولديهم صعوبات تعلّمية.  نعلم أنّ التلامذة الذين يجلسون في المقدمة يميلون إلى أن يكونوا متعلّمين نشطين مع درجات تحصيل أعلى من أولئك المتوارين نوعًا ما عن أنظار المعلّم. كما أنّ الجلوس في مؤخرة الصف قد ارتبط بالسلوكيّات غير المقبولة.

تقوم مساحات التعلّم المفتوحة ومقاعد الجلوس المرنة وجماليّات الصف بتعزيز مشاركة التلامذة في عمليّة التعلّم. وتُعرَّف المشاركة في عمليّة التعلّم على أنّها حافزٌ للتعلّم. وكمربّين إنّنا نسعى إلى تصميم نظام الجلوس بشكل ألّا تكون هناك طاولات أو مساحات عمل ثابتة، فيصبح بوسع التلامذة أن يتنقّلوا بحريّة في الصفّ، ما يزيد التفاعل والتعاون بين التلامذة وزملائهم وكذلك بين التلامذة ومعلّميهم.

إنّ تصميم الصفوف الدامجة بهذا الشكل أمرٌ مثاليٌّ يُفسح في المجال للمشاركة بين الأفراد. إنّ الكراسي والطاولات السهلة التنقّل تسمح للتلامذة بأن يتفاعلوا بعضهم مع بعض، ويتفقّدوا بعضهم بعضًا، ويُساعدوا بعضهم بعضًا بطريقة عفويّة وأقلّ تنظيمًا. وتضمن المقاعد المرنة أن يكون المتعلم الذي يعاني صعوبات مرئيًا ومقبولاً بدلاً من عزله في مكان ثابت واحد في الصف، ويرافقه عادةً “معلّم/معلّمة الظل” (shadow teacher).

علاوة على ذلك، إنّ الدعم الآتي من الزملاء ذوي المحصول الأعلى يصبح ممكنًا في الصفّ الذي فيه أماكن جلوس مرنة. إنّ التلامذة المكبوتين الذين يُنسَون عادةً إذ يجلسون في المقاعد الخلفيّة، أصبحت لديهم الآن الفرصة لأن يُلاحَظوا ويختلطوا مع الآخرين ويُشاركوا في العمل الجماعي. ويمكن لترتيب المقاعد المرن أن يؤدّي أخيرًا إلى زيادة الفرص الاجتماعيّة مثل تلقّي دعوة لحضور حفلة عيد ميلاد.

 ثمّة قيمة أخرى للدافع المتزايد على التعلم والذي يسهّله الجلوس المرن، وهي الكفاءة الذاتية أو احترام الذات. عندما يُمنَح التلامذة فرصًا ليقبلوا بعضهم بعضًا في أثناء العمل في مجموعات صغيرة حيث تكون لكل فرد مساهمات قيّمة في المنتج النهائي، فإنهم ينمون في إحساسهم بقيمتهم الذاتيّة. وهذا الإقرار بالآخرين يزيد الدافع لتحقيق المزيد.

في تصميمات الصفوف المرنة تتغير مجموعات التعلم هذه باستمرار على مدار العام، وفي كلّ مجموعة جديدة تنوّعٌ في أساليب التعلم ووجهات النظر ومهارات حلّ المشاكل. وبالتالي، يُسمح للتلامذة ذوي الصعوبات التعلّميّة الذين دُمِجوا في هذه المجموعات الصغيرة بتنفيذ نقاط القوة الفريدة لديهم. على سبيل المثال، يمكن أن تكون الموهبة الفنية لدى تلميذ ما ميزةً كبيرةً في توضيح قصة كتبها تلميذٌ آخر لديه موهبة في الكتابة.

بصفتك معلمًا/معلّمةً، كيف تقوم/تقومين بترتيب المقاعد لتعزيز التعلّم لجميع الطلاب في الصّف؟

.

.

“تساعد مقاعد الجلوس المرنة في جعل عمليّة التعلّم ممتعة. تفوق الفوائدُ كثيرًا أيَّ سلبيات.” كيلي ألمر، مربّية منذ فترة طويلة في دائرة المدارس العامة في ليتلتون في كولورادو، وتبنّت مؤخرًا مبدأ المقاعد المرنة

Sources: Top 10 Benefits of a Flexible-Seating Classroom, retrieved from: https://smithsystem.com/smithfiles/2020/12/02/top-10-benefits-flexible-seating-classroom/, on 30 July 2021

Rita Merhej

Rita Merhej is a Lecturer in Psychology, Social Work and Special Education at Haigazian University in Beirut. She is presently completing her PhD in Social Psychology. She is a strong advocate of inclusive education and of the rights of people with disabilities for full education and employment. Her research emphasizes the de-stigmatization of disability and mental illness, and the rights of people with disabilities for decent employment and independent living. Before joining academia as a full timer, she was involved in clinical assessment of children with developmental disabilities and learning difficulties. She has been a consultant locally and regionally, for many projects related to special education, self-advocacy and inclusive education programs.

Back To Top
×Close search
Search