
دعِ النتائج تصرخ
لطالما نكّتُّ على نفسي مشيرةً إلى أنّني أشبه “هالك” الوحش الأخضر عندما أؤدّب أولادي. وقال الممثّل بروس بانِر الذي يلعب دور هالك: “أرجوك لا تُغضِبني. لن تحبّني عندما أكون غاضبًا.” نعم، هذا أنا عندما لا أستطيع أن أسيطر على الوحش المتفاعل في داخلي.
وللأسف، تذهبُ حكمتي ومعرفتي سدًى عندما أصطدم بأولادي. لكن هناك مبدأ مفيد استخدمته مؤخّرًا وهو ترك النتائج تتولّى الصراخ بدلاً منّي!
طوال سنين عدّة، صارعتُ في موضوع تأديب ابني الأوسط. ففي كلّ صباح تقريبًا يستيقظ متأخّرًا وبالتالي أُصابُ بالإحباط لأنّنا نادرًا ما نغادر المنزل في الوقت المحدّد للوصول إلى موعدنا. فقد تكرّر التصرّف ذاته كلّ يوم. كنتُ أبدأ أوّلاً بإيقاظه بلطف، ثمّ أتذمّر من كسله، وسرعان ما تتصاعد الأمور إلى أن أبدأ بالصراخ كي أدفعه للنهوض من السرير. كان جوّ البيت موتِّرًا بشكلٍ لا يُطاق بسبب صراعاتنا القبيحة التي لا تنتهي.
لم أكن أعلم أنّني كنتُ أساهم بشكلٍ أساسيّ في هذا النمط المتكرّر. وفي صباح يوم أحد، أيقظته قائلةً: “كايل، سوف نغادر الساعة 9:45 لنذهب إلى الكنيسة. نأمل أن تكون جاهزًا حينها.” وبدلاً من متابعته في الموضوع، جاهدتُ للمحافظة على هدوئي ورحتُ أجهّز نفسي. هل تعلمون ما حدث عند الساعة 9:45؟ كان لا يزال ممدّدًا على السرير ويتناول الفطور، لذا تركناه أنا وزوجي وخرجنا من دون أن نقول أيّ شيء. وبعد 15 دقيقة، اتّصل بنا معبّرًا عن يأسه وقلقه. فقلنا له إنّه لا بدّ من أن يتحمّل نتيجة ما فعله.
قد تبدو مثل هذه الأمور غير مهمّة، لكن هذا غير صحيح. إنّ النتائج التي نواجهها في الحياة ليست تحت سيطرتنا كأهالي. وسوف تأتي أيضًا نتائج خارج منزلنا وستؤثّر على حياة أطفالنا. تعلّمنا أن نستخدم هذا المبدأ من دون أن نبالغ. يجب ألّا يكون فرضُ العواقب أصعب علينا نحن الأهل ممّا سيتحمله أطفالنا لمّا يختبرونها.
لا شكّ أنّ هذا الطريق لن يكون سهلاً. لكن عندما نستعيد سيطرتنا الشخصيّة، سوف نُحدث تأثيرًا إيجابيًّا ومفيدًا على أطفالنا
أخيرًا، ضعوا في الحسبان أنّه كما ينبغي للمحامي والطبيب أن يتمرّنا كي يُصبحا مؤهّلَين، يجب علينا نحن الأهالي أيضًا أن نتمرّن على “مهارات الامتناع عن الصراخ”. لا شكّ أنّ هذا الطريق لن يكون سهلاً. لكن عندما نستعيد سيطرتنا الشخصيّة، سوف نُحدث تأثيرًا إيجابيًّا ومفيدًا على أطفالنا.
تابعوني الأسبوع المقبل حيث سأتناول مبدأ مهمًّا يتعارض مع كلّ ما تعلّمناه تقليديًّا عن تربية الأولاد. كيف نضع قناع الأكسجين الخاصّ بنا أوّلاً؟